عنكبوت

هذه أول مرة أكتب في هذه المدونة باللغة العربية

ربما لأني لم أعد أميز بين الحروف، لم أعد أميز حتى بين الناس

غلبني الأرق، و النوم فارق جفوني من زمن طويل

تمر الأيام ثقيلة جدا، و الزمن بطيء

الليالي طويلة و حالكة و دامسة ممزوجة ببرد ينفذ الى العظام

يشعر الجسد الماثل أمام جهاز الحاسوب و عينيه شاخصتين الى الشاشة

ينتظران رسالة من وراء البحار ربما قد تصل يوما

في رسالة الكترونية سريعة أو في قنينة تصل بعد شهور

طال انتظار اشارة تبين اهتمام أو عدم نسيان

كما يطول انتظارنا قدوم الحافلة في كل مرة

أو عندما ننتظر عقد ازدياد في طوابير طويلة

عقارب الساعة العالقة في الجدران لا تتحرك

كأن البرد جمدها في مكانها

كل القصص و كل قصائد الشعر لم تعد تمتعني

كل الموسيقي و كل أفلام السينما

الضحك أصبح كوميديا سوداء يستهزيء من هذا الواقع المر

لم نلتقي يوما وجها لوجه

لم أراه في الواقع كي أنظر الى عينيه و أبتسم

حتى صورته تجمدت في خيالي منتظرة فصل الصيف كي تذيبها حرارة الشمس

كنا نتحدث كثيرا ثم نتحدث ثم نتحدث و لا ينتهي الحديث حتى يبدأ من جديد

كم مرة أتساءل هل يمكن للحب أن يمر عبر أسلاك الهاتف ليصيب قلبا آخر

الليل يطول و البرد يجعل جسدي يرتعش أمام الحاسوب

كل مرة أبدأ فيها بكتابة رسالة طويلة جدا لأرسها و أكسر ذلك الصمت الرهيب

لكن سرعان ما أمسحها لأنه ربما لم يعد يتذكرني

أو ربما لن يقرأها أبدا و سيكون مصيرها سلة المهملات

لقد أصبح ظلي يطاردني في كل مكان

ربما لا يحبني لأني لا أعرف فنون المغازلة

أو ربما لطيشي أو ربما لفشلي و صراحتي الزائدة عن الحد

يقولون وراء كل فاشل امرأة

هذه المرأة التي تدافع عن هويتها بكل قوة

هذه المرأة التي لا تحب الا أصلها و تفتخر به

هذه المرأة التي مرت بطفولة قاسية جعلتها لا تثق الا نادرا

هذه المرأة القوية التي تصمد في وجل الرياح و الأعاصير

هذه المرأة التي قالت أنها ستكون أول من يحمل السلاح عند اندلاع حرب

و هذا الرجل التافه ، و غير العاقل، الفاشل

لا عهد التزم به و لا امتحان نجح فيه

لا أمل في الأفق يناديه

لا فارسة أحلام في مخيلته

في دماغه عنكبوب يغزل شبكته

و يذوب كشمعة تحرق نفسها

و للحديث بقية و كل يوم تصبحون على مطر